حجّة وعمرةٌ دون سفرٍ وتَعبْ
شعرَ عمرانُ بالنُّعاسِ فأرادَ أنْ يذهَبَ لفِراشِهِ فالتَفَتَ إلى أمِّه ثُمَّ قالَ لهَا : لا تنسيْ أنْ توقِظيني لصلاةِ الفجرِ يا أمّي ..
ابتسمتْ أُمّهُ وسألتْهُ : هلْ تفكِّرُ بشيءٍ مُهمٍّ تريدُ أنْ تفعلَهُ في الصّباحِ يا عِمران؟
أجابَها عمران : نعمْ يا أمّي .. أريدُ أنْ أحُجّ وأعتمِرْ ..
تعجَّبتْ أمّ عمرانَ مِنْ قولِ ابنهَا فسألتهُ: وكيفَ تحجُّ وهذا ليسَ وقتُ الحجِّ؟ ومكَّةُ بعيدةٌ عنَّا ولمْ اسمعْ والدَكَ يذكُرُ شيئاً عنِ السّفرِ إليْها غداً ؟!
قالَ عِمرَانُ وهوَ يبْتسِم : إنَّ دينَنا عظيمٌ يا أمِّي .. فقد ذكرَ لنَا المعلّمُ اليومَ حديثاً رائعاً فيهِ فرصةٌ عظيمةٌ يجبُ علينَا أنْ نغْتَنِمَهَا ولا نُضيّعَها ..
قالتْ أمُّ عِمران : لقدْ شوّقتني لسمَاعِ هذَا الحديثِ يا بُنيّ فاذكُرهُ لي ..
جلسَ عمران بالقربِ منْ أمّهِ ثمّ قال : عن أنس بن مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قال : قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ صَلَّى الفَجْرِ في جَماعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ الله تَعالى حتَّى تَطْلُعَ الشَمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كانَتْ كأجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تامَّةٍ تامةٍ تامةٍ) رواه الترمذي .
وأنا لذَلكَ يا أمّي أريدُ أنْ أستيقظَ مُبكراً لأصلي الفجرَ في جَمَاعةٍ وأجلسُ بعدَهَا في المسجدِ أذكُرُ الله وأقرأ القُرآنمع أبي حتّى تطلعَ الشمسُ فأصلي ركعتي الضُّحَى لأفوزَ بثوابِ حجّة وعُمرة .. وهُوَ ثوابٌ عظيمٌ كمَا تعْلمين .. وهذهِ فرصةٌ للفوزِ به ..
قالتْ أمّهُ في دهْشةٍ : وهلْ لنَا نحنُ النّساء مثل ذلكَ إنْ جلسنَا بعدَ صَلاةِ الفجرِ في بيوتِنَا نذكُرُ الله حتَّى تطلعُ الشمسُ ثُمّ صلينا ركعتين ؟!
قالَ عِمران : قالَ الأستاذُ لنا إنّ صلاةَ المرأة في بيتِهَا أفضلُ مِنْ صلاتِهَا في المسجدِ، ولذلكَ فإنَّها إنْ صلتْ الفجرَ ثمَّ جلستْ تذكرُ الله تعالى حتَّى تطلع الشمسُ ثمّ تصلي ركعتَين فإنَّها تفوزُ بحجةٍ وعمرةٍ إن شاء الله ..
نهضتْ أمّ عمران وهيَ تقولُ : إذنْ سأحجُّ وأعتمرُ معكَ غداً إنْ شاء الله ..
وفي الصباحِ كانَ عمرانُ يجلس بعدَ صلاةِ الفجر في المسجدِ القريبِ من بيتهِ يذكرُ الله ويقرأُ القرآنَ، بينَما أمُّه في بيتِها تجلسُ على مُصلاها تفعلُ مثله ..
نتمني ان تنال اعجابكم ونسالكم الدعاء